التهاب الصلبة

علاج التهاب الصلبة في روسيا

في ممارسة طب العيون، تمثل الأمراض الالتهابية في الصلبة مشكلة سريرية خطيرة تتطلب اتباع نهج مختلف في التشخيص والعلاج. وبالنظر إلى الطبيعة المتعددة العوامل وتنوع الأشكال السريرية للمرض، يتم إيلاء اهتمام متزايد لحل مشكلة التهاب الصلبة في روسيا، والتي ترتبط بالحاجة إلى تقليل مخاطر المضاعفات والحفاظ على الوظائف البصرية للمرضى.

أسباب التهاب الصلبة

في معظم الحالات، يرتبط التهاب الصلبة بأمراض جهازية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، والذئبة الحمامية الجهازية، وورام فيجنر الحبيبي، والساركويد، وغيرها من الأمراض المناعية الذاتية. في هذه الحالات، يهاجم الجهاز المناعي أنسجة الجسم نفسه.

تشمل الأسباب المحتملة الأخرى:

•       الأمراض المعدية (البكتيرية، الفيروسية، الفطرية)؛
  
  
•       الإصابات الميكانيكية لمقلة العين والحروق الكيميائية؛
  
  
•       مضاعفات ما بعد العمليات الجراحية؛
  
  
•       العمليات الالتهابية المزمنة؛
  
  
•       استخدام بعض الأدوية.
  
  

في بعض الحالات، لا يمكن تحديد السبب الدقيق—ويُطلق على هذه الأشكال اسم التهاب الصلبة مجهول السبب.

التصنيف

يصنف التهاب الصلبة وفقًا لعدة معايير، مما يساعد في تحديد استراتيجية العلاج وتوقعات سير المرض.

حسب الموقع التشريحي:

•       التهاب الصلبة الأمامي – الشكل الأكثر شيوعًا، يؤثر على الطبقات الخارجية من الصلبة؛
  
  
•      التهاب الصلبة الخلفي – شكل نادر وأكثر شدة يؤثر على الهياكل العميقة للعين.
  
  

حسب نوع الالتهاب:

•      التهاب الصلبة المنتشر – يصيب جزءًا كبيرًا من الصلبة وقد يؤدي إلى تغييرات دائمة في نسيجها؛
  
  
•     التهاب الصلبة العقيدي – يتميز بتكوين عقيدات مؤلمة وكثيفة؛
  
  
• التهاب الصلبة النخري – أخطر الأشكال، حيث يؤدي إلى تدمير نسيج الصلبة.
  
  

الأعراض السريرية

تختلف الصورة السريرية حسب شكل المرض وموقعه وشدة العملية الالتهابية.

الأعراض الخارجية

يرافق التهاب الصلبة تغيرات واضحة في أنسجة العين. تشمل الأعراض الخارجية الرئيسية:

•       احمرار الصلبة؛
  
  
•       تورم الجفون؛
  
  
•       بروز واضح للأوعية الدموية؛
  
  
•       حساسية متزايدة للضوء (رهاب الضوء)؛
  
  
•       إفراط في إفراز الدموع؛
  
  
•       الإحساس بجسم غريب في العين.
  
  

يمكن أن يكون المرض مزمنًا أو حادًا. يتميز التهاب الصلبة الحاد بظهور سريع للأعراض وشدتها العالية.

التهاب الصلبة الأمامي

يظهر التهاب الصلبة الأمامي بألم شديد يزداد مع حركة العين، والتهاب موضعي أو منتشر، واحمرار الصلبة. في الشكل العقيدي، تظهر تكوينات مؤلمة على سطحها. في الحالات المتقدمة، قد يحدث ترقق في الأنسجة ونخر، مما يزيد من خطر ضعف الرؤية.

التهاب الصلبة الخلفي

يرافق هذا الشكل ألم معتدل إلى شديد يمتد إلى الصدغ أو الجبهة، مع تورم في قرص العصب البصري، وفي الحالات الشديدة، قد يحدث انفصال في الشبكية. قد يلاحظ المرضى انخفاضًا في حدة البصر، وانزعاجًا عند تحريك العين، وجحوظًا (بروز مقلة العين). نظرًا لتشابه الأعراض مع حالات عينية أخرى، يتطلب التشخيص فحصًا دقيقًا

تشخيص التهاب الصلبة

يشمل التشخيص فحصًا شاملاً يهدف إلى تأكيد المرض، وتحديد شكله، وتحديد أسبابه المحتملة.

الإجراءات التشخيصية

•       فحص المصباح الشقي – يكشف عن الاحمرار، والعقيدات، والتورم، والنخر؛
  
  
•       تنظير قاع العين – يقيّم حالة قاع العين والجزء الخلفي منها؛
  
  
•       قياس التوتر داخل العين – يستبعد الجلوكوما الثانوية؛
  
  
•       التصوير بالموجات فوق الصوتية للعين – يساعد في الكشف عن زيادة سماكة الصلبة وتراكم السوائل خلفها؛
  
  
•      التصوير المقطعي المحوسب (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) – يُستخدم عند الاشتباه في إصابة هياكل الحَجَاج (المحجر)؛
  
  
• الفحوصات المخبرية – تساعد في الكشف عن المسببات المعدية أو المناعية الذاتية، وكذلك الأمراض الجهازية التي قد تكون سببت التهاب الصلبة.       

التشخيص التفريقي

قد تتشابه الأعراض مع حالات عينية أخرى، لذلك يعد التشخيص التفريقي ضروريًا. يجب على الطبيب استبعاد التهاب فوق الصلبة، والتهاب العنبية، والتهاب القرنية، والتهاب الحَجَاج، والتي قد تظهر بأعراض مشابهة.

تعتمد استراتيجيات العلاج على شدة وأسباب التهاب الصلبة. يساعد الجمع بين العلاج الجهازي والعلاج الموضعي في تقليل الالتهاب ومنع المضاعفات