الوضع الحالي لصناعة الأدوية في روسيا
يشهد السوق الروسي للمعدات والمنتجات الطبية تطوراً نشطاً ويقدر حجمه بنحو 500 مليار روبل. ومع ذلك وعلى الرغم من الديناميكية الإيجابية فإن حصة المنتجات المحلية في حجم السوق الإجمالي تتراوح بين 20% إلى 31% . وبحلول نهاية عام 2023 م وصل إلى 25،4% مما يشير إلى استمرار الاعتماد على الواردات والحاجة إلى تكثيف الجهود لاستبدال الواردات.
تعد موسكو واحدة من المدن الرائدة في إنتاج المعدات الطبية: حيث زادت إنتاج الأدوات والمعدات بنسبة 52% من يناير إلى أغسطس 2021 م. تنتج العاصمة أجهزة التنفس الاصطناعي وأجهزة قياس الأكسجين في الدم وأجهزة الإنعاش القلبي الرئوي وغيرها من المنتجات المهمة.
الدعم الحكومي والتدابير التحفيزية
يلعب القطاع العام دوراً هاماً في تطوير صناعة الأدوية المحلية. وتنفذ حكومة روسيا الاتحادية عددا من البرامج والتدابير الرامية إلى دعم شركات الأدوية الروسية وتحفيز إنتاج الأدوية والمنتجات الطبية في البلاد.
التدابير الرئيسية لدعم الدولة:
· تمويل البحوث العلمية في مجال الأدوية؛
· دعم الشركات المصنعة للأجهزة الطبية؛
· الإقراض التفضيلي لشركات الأدوية؛
· إنشاء التجمعات التكنولوجية ومراكز الابتكار؛
· إدخال آلية «العجلة الثالثة» التي تحد من شراء الأدوية الأجنبية في ظل وجود نظائرها المصنوعة في روسيا؛
· ضمان الطلب المستقر على المنتجات من خلال عقود التعويض.
وبحسب وزارة التنمية الاقتصادية من المتوقع أن ينمو إنتاج الأدوية والمواد بنسبة 33،1% بحلول عام 2027 م مقارنة بالمستوى الحالي. ومن المتوقع أن يصل معدل النمو إلى 9،9% في عام 2025 م و4،8% سنويا في عامي 2026 م و2027 م .
مشاكل التصنيع لاستبدال الواردات وطرق حلها
ورغم التدابير المتخذة فإن عملية التصنيع لاستبدال الواردات تواجه عددا من الصعوبات:
· مستوى غير كاف من تطوير وإنتاج الأدوية الجديدة؛
· الاعتماد على المواد الخام والمعدات المستوردة؛
· نقص الكوادر المؤهلة في القطاع الدوائي.
لحل هذه المشاكل من الضروري:
· تطوير تقنيات إنتاج الأدوية والمنتجات الطبية؛
· تهيئة الظروف لجذب الاستثمار في تطوير وإنتاج الأدوية؛
· دعم الشركات المصنعة للأدوية المحلية من خلال توفير القروض التفضيلية والإعفاءات الضريبية وغيرها من التدابير التحفيزية؛
· تسريع توطين دورة الإنتاج الكاملة بما في ذلك تركيب المكونات الصيدلانية النشطة
نماذج من المشاريع الناجحة
ويجري بالفعل تنفيذ عدد من مشاريع استبدال الواردات الناجحة في صناعة الأدوية في روسيا. تتقن شركات الأدوية الروسية إنتاج الأدوية التي كانت تستوردها سابقًا من الخارج وتقوم بإدخال نظائر محلية جديدة إلى السوق. وتشمل الإنجازات ما يلي:
· تطوير أول لقاح يعتمد على تكنولوجيا الحمض النووي الريبوزي المرسال («غام-كوفيد-فاك إم»، المطور – مركز نيكولاي جماليا الوطني لبحوث الأوبئة والأحياء الدقيقة)؛
· إنشاء دواء مبتكر لعلاج الأمراض الأورامية («أونكاسبار»، الشركة المصنعة – «إر – فارم»)؛
· إطلاق الإنتاج التسلسلي للأدوية التكنولوجية الحيوية المعقدة؛
· إنتاج المعدات الطبية للتشخيص والعلاج.
ينجح علماء تولا في تنفيذ مشاريع استبدال الواردات في مجال الأدوية مما يضمن إطلاق تسعة أدوية جديدة بما في ذلك هلام مضاد للالتهابات وقطرات للعين. 30 دواء جديدا آخر يتم تحضيره للإنتاج التسلسلي ومن المتوقع أن يبلغ حجم الإنتاج في عام 2025 م حوالي 1،5 مليار روبل .
وفقًا لخطة التدابير الخاصة باستبدال الواردات في صناعة الأدوية في روسيا الاتحادية من المقرر بحلول عام 2025 م تنظيم دورة كاملة لإنتاج عدد من الأدوية الحيوية بما في ذلك الأملوديبين والوارفارين وهيبارين الصوديوم وغيرها.
آفاق تطوير بدائل الواردات في مجال الأدوية
يظل تطوير بدائل الواردات في القطاع الطبي اتجاهًا استراتيجيًا بالنسبة لروسيا. وفي المستقبل سوف تستهدف برامج الدولة ما يلي:
· زيادة الاستثمار في البحث العلمي؛
· توسيع صادرات المنتجات الصيدلانية الروسية؛
· إنشاء تقنيات جديدة لزيادة القدرة التنافسية للمنتجات؛
· تحسين الإطار التنظيمي والقانوني في صناعة الأدوية.
بحلول عام 2030 م من المتوقع أن يصل حجم سوق الأدوية الروسي إلى 3،7 تريليون روبل وحصة الأدوية 42،6% . الدولة تخطط لزيادة حصة الأدوية الروسية في السوق إلى 70% خلال سبع سنوا.
بفضل التدابير التي يتم تنفيذها والمشاركة الفعالة من جانب مصنعي الأدوية تواصل حصة الأدوية المحلية في السوق النمو مما يضمن استقلال البلاد في قطاع الرعاية الصحية. إن استبدال الواردات في مجال الأدوية لا يساعد على تعزيز الأمن الوطني فحسب بل يخلق كذلك الظروف لتطوير الطب المبتكر في روسيا.